هل شم النسيم عيد فرعونى كما يدعون ؟

هل شم النسيم عيد فرعونى كما يدعون ؟

عيد شم النسيم عيد قبطى كنسى من بداية كرازة القديس مار مرقس لمصر واخذ فى مصر صفه وتقليد قبطى صميم فهو كنسى لانه ليس للكنيسه القبطيه وحدها بل يحتفل بهذا العيد فى بعض الكنائس الاخرى يعيدون نفس العيد وفى نفس اليوم وهو اليوم التالى لعيد القيامه ولكن ببعض التقاليد المشتركه معنا نحن اقباط مصر ولكن له اسماء اخرى مثل يوم تلميذاى عمواس او عيد بداية الخمسين المقدسه ؛ اما فى مصر فأخذ فى الفتره الاخيره اى فى القرن التاسع عشر صفه شعبيه ثم قوميه ثم وطنيه ولكى لا يكون عيد قبطى اطلقوا عليه عيد فرعونى ولان اقباط مصر امتداد للفراعنه وافقوا على هذا الاسم ضمنيا لان الاعلام والمسؤولين فى مصر يسعون بكل جهد على طمس التاريخ القبطى ونجحوا فعلا فى طمس الحقبه القبطيه من تاريخ مصر فانت فى مصر تخرج من التاريخ الفرعونى الى التاريخ الاسلامى اما التاريخ القبطى فقد اغلق عليه ولم ولن يقدر احد ان يخرجه من المحبس التاريخى حتى لا تهتز فترات الحكم الاسلامى ( من مساوئ الحكام الى الاغتيالات التى كانت تتم بأسم الاسلام ) ونرجع مرة اخرى الى هذا العيد القبطى الصميم ونتناول الحديث فيه من بعض الجوانب و ليس من كل الجوانب .

اولا : الاسم باللغه القبطيه (( تشوم نى سيمى )) وهى جمله من كلمتين الاولى تعنى " حدائق " والثانيه معناها " زروع " وعندما ندمج الكلمتين مع بعضهما يصير المعنى (( الحدائق والزروع )) والتى تعنى ((البساتين)) لذالك يقصد الاقباط فى ذلك اليوم الحدائق والبساتين وهذا ان دل يدل على أاشياء كثيره يؤمن بها الاقباط وكلها مأخوذه من الكتاب المقدس او ترمز الى شي ذكر به ونأتى اولا الى خروج الناس الى البساتين والحقول وعلى شواطئ الانهار والبحار او البحيرات او حتى الترع فأى مكان يكون به ماء وخضره وورود وزهور قد يصلح لان يقضى به الاقباط يومهم وهنا السؤال لماذا ؟؟؟؟
فالاجابه تأتى من داخل الكتاب المقدس

( 1 ) كانت قيامة السيد المسيح له كل المجد فى بستان لان القبر كان منحوتا فى صخره داخل بستان .

( 2 ) عندما ظهرالسيد المسيح بعد القيامه لاول مره كان لمريم المجدليه وكان هذا فى بستان حتى ان مريم اعتقدت انه البستانى .

( 3 ) ظهر بعد ذلك لتلميذاى عمواس وكانا مسافران من بين الحقول ومشى معهم دون ان يعرفوه .


( 4 ) ظهر للتلاميذ على شاطئ بحر طبريه اكثر من مره واوصاهم ان يرعوا خرافه لذالك يخرج الاقباط الى كل هذه الاماكن لان السيد المسيح له كل المجد ظهر بعد قيامتة من بين الاموات فى هذه الاماكن فى لقاء بالروح مع رب المجد يسوع المسيح المنتصر على الموت .


ثانيا : نصل الى التقاليد التى تسلمناها من الاجداد الاولين ... وقد يتسائل غير النصارى لماذا يصر الاقباط على اكل البيض الملون والسمك المملح ( الفسيخ ) والبصل ؟

1-   نبدأ اولا بالبيض الملون ودلالاته فالبيضه محكمة الغلق ويكون بداخلها كائن حى عندما يخرج لا يحتاج الى من يخرجه او لمن يفتح له فهو يشق بمنقاره الصغير جدار البيضه السميك ويخرج دون ان يعلق به شيئ من القشرة التى آوته لفتره وهذا يعنى ان المسيح الميت داخل القبر كان حيا ( لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفة عين) رغم القبر المغلق والمحكم القفل والحجر الموصد على الباب والمختوم بختمين احداهما لبيلاطس الوالى والاخر لقيافه الحبر الاعظم ورغم الحرس الموجود خارج القبر ... ورغم كل هذا فقد كان داخل القبر كائن حى (لانه بالموت داس الموت) .

فالبيض يرمز الى القبر و الحياة التى كانت داخل القبر وهذا عكس الطبيعه لانه لا يوجد قبر منذ تأسيس الخليقه يوجد به حياة إلا قبر الخالق وحده السيد المسيح والان نأتى الى تلوين البيض فى شم النسيم فقد نجد الاسرة تنهمك كلها فى تلوين البيض فى ليلة شم النسيم باللون الاحمر والاخضر والاصفر وكل الالوان التى توحى للانسان انها اصبحت داخل بستان من الناحيتين فهى رمز ! فقد توحى ان القبر الذى به حياة اصبح داخل بستان او ان الانسان الذى يلون هو اللذى اصبح داخل البستان ومن حوله الازهار من جميع الجهات بكل الالوان الزاهيه وكأنها توحى لنا اننا

اصبحنا داخل البستان بجوار القبر الذى كان يمثل لنا الموت ولكنه الان تغير واصبح القبر به حياة اصبح الموت له مذاق وطعم ولون جديد فلم يعد الموت مخيفا او مرعبا تهتز له النفوس وانما الموت بعد قيامة السيد المسيح اصبح شهوه مقدسة يشتهيها القديسون والابرار .


2 - ويأتى الان دور السمك المملح ( الفسيخ كما يطلق عليه المصريين ) بالطبع عندما نتحدث عن الفسيخ او السمك المملح يجعلنا نتحدث اولا عن السمك بصفه عامه فالسمك كان الطعام الوحيد الذى ذكر فى الكتاب المقدس الذى تناوله السيد المسيح مع عسل النحل حتى بعد قيامته ؛ كذلك معجزات السيد المسيح ( الخمس خبزات والسمكتين ... وايضا الاربع خبزات وقليل من صغار السمك الذى باركها السيد المسيح وأكل الجمع وفاض منهم الكثير) ؛ كذلك اولى معجزات رب المجد مع تلاميذه كانت صيد السمك وايضا أخر معجزاته لهم كانت صيد السمك .... لذلك السمك يرمز الى اشياء كثيره فى حياتنا المسيحيه وكذلك اختيار السيد المسيح لمعظم تلاميذه من صيادى السمك ؛ ونعود الى السمك الذى نأكله فى يوم شم النسيم ومدلولاته كان من بدايه انتشار المسيحيه كانوا يأكلون السمك المشوى على جمر كما حدث وأكل السيد المسيح له المجد مع تلاميذه عندما ظهر لهم على بحيرة طبريه ( فقال لهم يسوع قدموا من السمك الذى امسكتم الان - يوحنا 21-11 ) وحيث ان الاقباط فى مصر كانو يتغلبوا على كل الصعاب ففى ايام الاضطهاد فى العصر الفاطمى ُمنع بيع السمك فى هذا اليوم حيث ُمنع الصيادون من الخروج للصيد لكى لا يفرح الاقباط وخاصة الاقباط الفقراء اللذين لم يقدروا على دفع الجزيه وتحولوا الى الاسلام وكانوا لا يقدرون ان يحتفلوا بعيد القيامه ليله العيد او يوم العيد فكانوا يحتفلون بالعيد يوم شم النسيم ( نسيم الحياه الجديده التى اعطاها لنا رب المجد بعد ان اصبح باكورة الراقدين ) ولكن تغلب الاقباط على هذه المشكله بعد ذلك وحفظوا السمك بالملح قبل هذا اليوم بفتره الى يوم شم النسيم وتمسك الاقباط بهذا السمك المملح الى ما بعد ايام الاضطهاد حتى لا ينسوا عمل الرب معهم ورفع ايام الاضطهاد عنهم كما فعلوا فى اشياء كثييره فى حياتهم حتى الان .

واذا رفض البعض هذه الروايه الحقيقيه التى رواها لنا التاريخ ولان التاريخ لايترك اى شيئ إلا ويسجله لنا بدقه مهما كانت قوة من يريدون طمس التاريخ فالتاريخ لا يخاف ولا يهاب احد ويحكى دون ان يقدر عليه احد مهما طالت المده ... فما كان من أباء الكنيسه إلا وفسروا لنا التمسك بأكل الفسيخ لكى لا يحقد احد من الاقباط على ايام الاضطهاد فكان هذا التفسير لاكل الفسيخ فى هذا العيد ... فالفسيخ عباره عن سمك ويوضع عليه الملح لكى يحفظه من الفساد والتحلل والتعفن وايضا يحتاج الى إناء محكم لحفظه قبل اكله ؛ وايضا لا يحتاج الى وضعه على النار كى يصلح للاكل ؛ فالملح يرمز الى لاهوت المسيح الذى حفظ الناسوت الذى هو به طبيعه واحدة (الاهوت لم يفارق الناسوت لاحظه واحده ولا طرفة عين ) ولهذا وصفنا رب المجد بأننا ملح الارض لان الروح القدس ساكن فينا فمن يحفظ الروح القدس داخله لا يرى جسده فسادا وهذا ما نراه بأعيننا ونلمسه بأيدينا فى القديسين التى لم يرى اجسادهم فسادا فالفسيخ يرمز الى المسيح فى موته ويشير الى المسيح المائت المقبور الحى غير الفاسد .

3 - والان يأتى دور البصل الاخضر الذى يرمز هو الاخر الى الصلب والموت والقبر والحياة فالبصل ينموا داخل التربه ولا يحيا إلا من خلال الدفن فهو ينمو مدفون تحت التربه لا فوقها فهو مدفون لكنه حى ويعلن عن حياته بأوراقه الخضراء التى تظهر فوق الارض وهذا يعطينا رمزا للقبر الذى نزل فيه السيد المسيح المدفون به والغائب فيه عنا حى متحرك .... حقا كان مدفونا داخل القبر لكنه حي لم يقوى عليه الموت وعندما ينضج يخرج من الارض دون يخرجه احد ونراه بأعيننا.

وايضا للبصل طبيعه هامه لاتتوافر فى غيره فهو قادر ان يحفظ نفسه من الفساد كما كان السيد المسيح حافظا نفسه من فساد الخطيه .... فالبصل عندما نأكله نعريه ورقه ورقه اى نبداء من اللون القرمزى حتى نصل الى القلب الابيض وهكذا فعلوا مع رب المجد فكان يلبس الرداء القرمزى قبل الصليب قبل يعروه لكى يقدم جسد ودمه لنا على الصليب .... واكتفى بهذا القدر من رموز البصل فى عيد شم النسيم .

اما ما جعل هذا العيد القبطى الكنسى عيد قومى وطنى واحيانا يقولون فرعونى :

هذا يجعلنا نطرح سؤال الى كل من يقول عيد فرعونى ... فإذا كان فرعونى سيكون له يوم ثابت فى السنه لان السنه الفرعونيه والتى اصبحت تقريبا هى السنه القبطيه سنه ثابته وليست متغيره وشم النسيم عيد متغير التاريخ ومرتبط بعيد القيامه المجيد وعيد القيامه ُيحدد كل عام حسب عيد الفصح عند اليهود لان السيد المسيح صلب ومات وقام فى فصح اليهود لان السيد المسيح صنع الفصح مع تلاميذة لان السيد قبل ان يقدم جسده فوق الصليب طرحه امام تلاميذه فى عليه صهيون ... واذا كان عيد وطنى او عيد قومى فلماذا لا يأتى إلا فى اليوم التالى لعيد القيامه ؛ واذا كان هذا اوذاك فلماذا تعيد به البلاد التى بها الديانه المسيحيه منتشره او هى الديانه الاولى واسم شم النسيم فى امريكا وكندا وإنجلترا واستراليا وغيرهم (Easter Monday) ويلونون فيه البيض ويأكلون السمك وهم ليسوا فراعنه ولا وطنين أما فى اليونان ومعظم دول اوربا نفس التقاليد اى البيض الملون والسمك ويزيد عندهم شيئ لابد كل بيت ان يحضر كتكوت رمز للحياه التى خرجت من القبر المغلق التى يتمثل فى البيضه التى تلون .

كل هذا وبكل بجاحه يقولون عيد فرعونى . فهل الاوربيون ايضا من اصل فرعونى ويحيون اعياد اجدادهم . ولا هم من اصل مصرى ووطنيون ويعيدون عيد مصرى قومى فى بلادهم الغربيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هو ليس عيد فرعونى وانما قبطى ظهر فى مصر بعد ان قام القديس مرقس الرسول بنشر المسيحيه فيها اى فى العصر القبطى الذى يريد الغزو الاسلامى الى ان يمحوها ولكن التاريخ لهم بالمرصاد فقد نجح الاقباط اللذين اسلموا تحت تهديد السيف والقتل والتعذيب ان يحتفلوا مع اهلهم الذين دفعوا الجزيه الى الغزاة بعيد فاديهم وصلبه وموته وقيامته من بين الاموات بل ونجحوا ان يجعلوا كل المسلمين تحتفل بقيامة رب المجد من بين الاموات .