صوم الرسل

صوم الرسل

بمناسبه بدء صوم الرسل اود ان اقول لكم كلمه موجزه عن ابائنا الرسل لقد كان عددهم قليلا ولكنهم كانوا قوة هائله ذات تأثير وفاعليه فى العالم كله وكانوا من مهن بسيطه فغالبيتهم كانوا صيادين ولكن قيل عنهم فى المزمور الذين لاقوال لهم ولا كلام ولايسمع صوتهم فى كل الارض خرج منطقهم والى اقصى المسكونه بلغت كلماتهم (مز4.3:19) فماذا كانت قوة ابائنا الرسل حتى نالوا ذلك النجاح الكبير على الرغم من ضعف نشأتهم وقله امكانيتهم فى نظر العالم ؟

*******

اولا كانوا يحيون حياه الايمان القوى وهذا الايمان ثبته الرب فيهم بأيات ومعجزات وبراهين والايمان هو قوة جباره اذا وجدت عند انسان يستطيع ان يعمل به اعمالا خارقه للعاده يكفى ان يؤمن شخص بفكرة فتجد كل طاقاته مركزة ومتحمسه لتنفيذ هذه الفكرة وهم امانوا بالرب يسوع وامنوا بقيامته واخذوا يبشرون بذلك وينشرونه وقد كان ايمانهم لا حدود له ولاخوف يعترضه.........

ثانيا : كانت لهم شجاعه لاتعرف الخوف : شجاعه امام رؤساء اليهود وامام الولاه والملوك شجاعه فى الحق فى اعلانه وهى شجاعه بعيده عن التهور واجهوا بها ايضا الفلسفات والعبادات القديمه وسأضرب لكم مثلا لذلك :مرقس الرسول عندما اتى الى مصر لم تكن هناك كنائس ولا قسوس ولاشعب مسيحى بل كانت هناك العبادات الفرعونيه بقياده رع وامون والعبادات اليونانيه تحت كبير الهتهم زيوس والعبادات الرومانيه تحت كبير الهتهم جوبتر وكانت هناك اليهوديه فى اثنين من احياء الاسكندريه وكانت هناك ايضا الفلسفات الوثنيه وبعض ديانات الشرق ومكتبه الاسكندريه بكل علمائها وفلاسفتها والى الجوار كل هذا السلطه الرومانيه بكل عنفها ........

وظل مارمرقس يعمل من تحت الصفر ولكنه كان يعمل بقوة وايمان وينشر كلمه الرب ومع ان الامر انتهى به الى الاستشهاد الا انه كان قد اسس كنيسه ورسم اباء كهنه واسقفا يخلفه ويعمل اثناء اسفاره كما انه اسس اول مدرسه لاهوتيه فى العالم هى مدرسه الاسكندريه واجهت المدرسه الفلسفيه وقام بأعمال كرازيه وتعليميه كثيره تمت كلها فى مده بسيطه ولكنها كانت منتجه وفعاله .

********

نفس الوضع كان مع سائر الرسل الذين بدأوا فى أورشليم وانتقلوا منها إلى أنطاكية .ثم إلى بلادالشرق حتى وصلوا إلى الهند . وشمالا وغربا فى اوربا . وكان قد انضم بولس الرسول إلى الاثنى عشر. فوصل بكرازتة إلى قبرص ثم إلى بلاد اليونان وإلى رومه.كل ذلك فى فترة بسيطة إى حوالى 30 سنة تقريبا . كانوا قد ملأوا الدنيا بالكرازة والعمل والتعليم ..على الرغم من أنهم كانوا بلا إمكانيات . وقد ذهبوا إلى كل مكان بلا شىء. كما قال لهم السيد الرب لاتحملوا معكم ذهبا ولافضة ولانحاسا فى مناطقكم (والمقصود بالنحاس أقل عملة مالية كالمليم قديما ) . ولم تكن لهم وسائل مواصلات كما لنا اليوم . ولكن كانت لهم العزيمة القويه الجبارة التى كانت تعمل بكل جدية والمهم إنهم كانوا مملؤين من الروح القدس . وكان الروح يعمل فيهم بقوة أيات ومعجزات استطاعت إن تقنع الناس...ولم يكن هذا للآباء الرسل فقط بل حتى لتلاميذهم إيضا بل كذلك الشمامسة الذين كانوا مملوءين من الروح القدس والحكمة (أع 3:6 ). فاسطفانوس –مثلآ- أول الشمامسة إذ كان مملوءا من الايمان والقوة وقف تجاه ثلاثة من المجامع الفلسفية ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به (أع 10:6).... كل هذا دليل على القوة التى كان للاباء الرسل وتلاميذهم ...

                                            ******                          

كانت لهم قوة فى الكلمة والاقناع وفى جذب السامعين إلى الآيمان . فعظة واحدة ألقاها بطرس الرسول يوم الخمسين أنضم بها3000إلى الايمان وتعمدوا فى ذلك اليوم .

من حاليا يستطيع أن يلقى عظة فيتحول بة ألاف إلى الايمان ؟.

ولكنها كانت قوة الروح القدس العاملة فى رسل الرب

*****

هؤلاء الاباء الرسل كانوا أيضا مواظبين على الصلاة .وصلواتهم قوية وحارة وهكذا كان شعبهم يسندهم أيضا بالصلاة وما أجمل تلك العبارة التى وردت فى سفر أعمال الرسل .ولما صلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه . وأمتلاء الجميع من الروح القدس . وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهره

(اع31:4) كانوا يصلون حتى فى السجون كما كان يفعل بولس الرسول هو وزميله سيلا فحدثت بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن (أع 26:16) واذ لم تكن عندهم كنائس وقتذاك . كانوا يصلون فى المقابر وفى البيوت.وتحولت كثير من البيوت إلى كنائس فى أيام الاباء الرسل: أول بيت تحول إلى كنيسة هو بيت مريم أم مارمرقس الرسول كما ورد فى (أع 12:12) وأيضا بيت أكيلا وبريسكلا كما ذكر القديس بولس فى رسالتة إلى روميه (رو 5:16) . وأيضا بيت منفاس (كولوسى15:4). وقيل أيضا أن بيت ليديه بائعة الارجوان (أع 16) تحول إلى كنيسة... وهكذا كانت هذه البيوت عبارة عن كنائس..

****

والأباء الرسل كانوا يتصفون أيضا بالبذل وبالاحتما ل. والقديس بولس الرسول يشرح ذلك فى رسالته الثانية إلى كورنثوس فيقول مكتثبين فى كل شىء لكن غير متضايقين ..مضطهدين لكن غير متروكين ..حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع (2كو10:7:4) ويقول فى (2كو 10.8:6) عن نفسه وزملائه بمجد وهو ان بصيت حسن وصيت ردىء كمضلين ونحن صادقين ..كمائتين وها نحن نحيا ..كحزانى ونحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغنى كثيرين .كأن لاشىء لنا .ونحن نملك كل شىء. ويقول عن خدمته فى الآصحاح 11 من نفس الرسالة: فى الآتعاب أكثر فى الضربات اوفر فى السجون اكثر . فى الميتات مرارا كثيرة من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة.ثلاث مرات ضربت بالعصى .مرة رجمت .ثلاث مرات أنكسرت بى السفينة ليلآ ونهارا قضيت فى العمق باسفار مرارا كثيرة باخطار سهول باخطار لصوص باخطار من جنسى .باخطار من الآمم باخطار فى المدينة باخطار فى البحر باخطار من أخوة كذبة..(2كو 26:23:11) اعتبروا كل هذه المتاعب لونا من الجهاد يكافئهم الله عليه.كما قال القديس بولس كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه (اكو 8:3) ولم يتضايقوا اذ كان امامهم هدف لابد أن يحققوه وعلى الرغم من ان الامر انتهى بهم الى الاستشهاد إلا أن هذا لم يكن يقلقهم بل ان بولس الرسول يقول لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضررات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأنى حينما انا ضعيف فحينذ أنا قوى (2كو 10:12) إذ انة يلمس قوة الله التى تساعده فى ضعفاتة وضيقاتة.

*****

ومما جعلهم يحتملون كل هذا أنهم عاشوا فى حياة التجرد وهذا ما عبروا عنه بقولهم للسيد المسيح له المجد قد تركنا كل شىء وتبعناك (مت27:19) لقد تركوا الآهل والآسرة والبيت والآصحاب و كل محبة عالمية .وتجردوا أيضا من المال والقنية ومن كل شهوه مادية. وانطبق عليهم قول القديس أوغسطينوس جلست على قمة العالم حينما أحسست فى نفسى أنى لا أشتهى شيئا ولا أخاف شيئا. وأباؤنا الرسل كانوا أيضا منظمين: هم أول من وضعوا قوانين وانظمة وتعاليم للكنيسة المقدسة واول مجمع رسولى لهم كان سنة 45م تقريبا حيث قرروا قبول الأمم ثم وضعوا قوانين للكنيسة. وقوانين الرسل قد نشرتها مجموعة أقوال ألاباء الشرقين patrologia orientalis وهى عبارة عن 127 قانونا فى كتابين أرسلوها على يد أكليمنضس الرومانى فسماها البعض قوانين أكليمنضس وقد لخصها القديس hippolytus وسميت قوانين أبوليدس . ونظموا أمور الكنيسة كلها وبخاصةامور الرعاية فى كتابهم المعروف باسم الدسقولية

Disdescalia

********

وكان الأباء الرسل موضع تقديس الأخرين لهم. حتى أن الناس كانوا يحملون المرضى خارجا فى الشوارع .ويضعونهم على فرش واسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم ...وكذلك المعذبين من أرواح نجسة لكيما يشفوا (أع 16:15:5) وكان مؤمنون ينضمون إلى الرب أكثر جماهير من رجال ونساء (أع 14:5) ..وقيل عن بولس الرسول كان الله يضع على يدى بولس قوات غير معتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مأزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة منهم (أع 12:11:19) لقد خرج الرسل وكرزوا فى كل مكان والرب يعمل معهم . ويثبت الكلام بالايات التابعة (مر20:16) لقد تكلموا بكلام الرب بكل جراة وكل مجاهرة :ولما أمرهم رؤساء الكهنة ألا يستمروا فى الكرازة بالرب يسوع أجابوهم بتلك العبارة الخالدة ينبغى ان يطاع الله أكثر من الناس(أع 29:5) لذلك مع أن عددهم كان قليلا ألا أن الآهمية ليست فى العدد وأنما فى العمق وقوة الروح العاملة فيهم. وإننا نريد من كل كاهن فى الكنيسة ومن كل خادم أن يكون طاقة روحية فعالة كما كان الأباء الرسل . وكما كان يوحنا المعمدان الذى هيأ الطريق قدام السيد المسيح فقال عنه إنه أعظم من نبى وأعظم من ولدته النساء (مت11). ونشكر أباءنا الرسل لآنهم وضعوا لنا أساس الآيمان وقواعد وأسراره وسلمونا الكنيسة مقدسة وحينما نفتخر بايماننا نقول إنه الآيمان المسلم لنا من الرسل .ونقول عن الكنيسة إنها رسولية أى أسسها الرسل.