Search

المقالات

الأنبا صرابامون

الأساقفة المتنيحين – الأنبا صرابامون

ولد فى عيد الميلاد 29 كيهك 1576ش – 7 يناير 1860م فى مدينة إسنا ( مدينة الشهداء ) وتسمى بإسم يوحنا. عندما بلغ السابعة عشر من عمره ذهب إلى دير السيدة العذراء السريان ببرية شيهيت فصار راهباً فى سبت النور سنة 1878م باسم الراهب يوحنا الإسناوى فى مدة رئاسة القمص يوحنا بشارة رئيس الدير وقد أوردت مجلة المنارة المرقسية لعام 1931م والتى أصدرها القمص سرجيوس بالسودان التقرير السنوى للأنبا صرابامون بأسلوبه البسيط بعنوان الحق لا يعلو عليه ويدوس الكذب تحت رجليه فقال : ولدت عام 1860م فى إسنا وتربيت فى بلدة العضايمة وجيت للرهبنة وحقيقة محبتى للرهبنة كنت أقرأ سيرة الراهب يوحنا الذى من روما صاحب الإنجيل الذهب وقد ترك مملكة أبيه وتبع قول الإنجيل " من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى ومن لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " مت 10: 37 – 39. أيضاً يقول " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه " مت 16: 26. وكان عندى مرض شديد ونذرتُ إذا قمت طيباً من مرضى أذهب للرهبنة وفعلاً السيد المسيح شفانى ، ففى الحال خرجت من بيت أبى إلى دير العذراء السريان فى 1593 ش – 1877م قاصداً خلاص نفسى. رئيساً لدير السيدة العذراء السريان. رسم الراهب يوحنا الإسناوى قساً فى سبت النور 1886م ثم قمصاً فى 1887م بيد الأنبا بطرس أسقف منفلوط وتقلد وظيفة وكيل الدير وفى سنة 1889م عينه البابا كيرلس الخامس رئيساً لدير السريان بوادى النطرون فكان مثالاً للرهبنة الحقيقية وخدمة إخوته بالدير . ويقول عنه يوسف بك منقريوس فى كتابه تاريخ الأمة القبطية أن القمص حنا الإسناوى قام بحركة تعمير فى الدير حيث قام ببناء قلالى للرهبان وقصراً لإستقبال الزائرين، وجدد عزبة الدير بقرية أتريس بمركز إمبابة – جيزة، وشيد خمسة بيوت ببواكى شارع كلوت بك بمصر واشترى عشرة أفدنة مما جعل إيرادات دير السريان فى عهده تصل إلى مائة وعشرين جنيهاً فى الشهر وهو مبلغ لا يستهان به فى ذلك الوقت ... كما كان الرهبان فى نمو روحى موفراً لهم جميع إحتياجاتهم حتى أجمع الكل على حبه والثناء عليه حتى أنهم لم يريدوا أن يبتعدوا عنهم لفضائله الكثيرة وحسن تدبيره. أسقفاً للخرطوم بالسودان كان قداسة البابا كيرلس الخامس قد حدد يوم الأحد 12 يوليو 1897م لكى يقوم بسيامة القمص عبد المسيح الأنبا بيشوى أسقفاً لأسيوط والقمص مرقس الأنبا بولا أسقفاً للخرطوم وبلاد النوبة وفى صباح يوم الرسامة حدث أمر لم يكن فى الحسبان لقد اعتذر القمص مرقس الأنبا بولا عن الرسامة وهرب لأن شقيقه القمص بطرس وكيل دير السريان حذره من السودان. وهنا أرسل البابا كيرلس الخامس تلميذه عبد المسيح ليأتى إليه براهب من العزباوية بكلوت بك ( مقر دير السريان ) وللوقت وجد القمص يوحنا الإسناوى رئيس الدير فذهب معه للبابا وعرض عليه الأمر فوافق وامتثل لإختيار السماء . سُيِّم أسقفاً للخرطوم والنوبة باسم الأنبا صرابامون مع القمص عبد المسيح الأنبا بيشوى أسقفاً لأسيوط باسم الأنبا مكاريوس وذلك فى يوم الأحد 12 يوليو 1897م وقد أُختير بعد ذلك الأنبا مكاريوس بطريركاً فى 13 فبراير 1944م. أهم أعماله فى السودان قبل رسامة الأنبا صرابامون كان غالبية الأقباط قد تركوا السودان أثناء حكم المهدى، أما الفئة القليلة التى ظلت بالسودان فقد لاقت ضغوطاً كثيرة وأن بعضهم عاد للمسيحية والبعض لم يعد، ومن هنا كانت تسمية حى المسالمة بأمدرمان ، وبعد فتح السودان عام 1899م عاد الأقباط ثانية للسودان . ولم تمض سنتان حتى اشتروا قطعة أرض كبيرة شمال أمدرمان وبنوا فيها مساكنهم وسميت حارة النصارى وباشروا أعمالهم خاصة فى التجارة. + وصل الأنبا صرابامون الخرطوم بعد سنة من رسامته وبدأ فى أول كنيسة قبطية مكان الكلية القبطية التى حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء إذ كان كل المربع ملكاً للكنيسة وقد أعطى هبة من الحكومة. + فى عام 1898م فى حجرة بجوار الكنيسة افتتح أول مدرسة روضة ولكن تعثرت أحوالها المالية مما جعل الأنبا صرابامون يبيع حماره الخاص بسبعة جنيهات ( وسيلة مواصلاته فى ذلك الوقت ) ليسدد مرتبات المدرسين، وكان ناظرها المتنيح حبيب سلامة. + فى عام 1904م اختار مكان كنيسة السيدة العذراء بالخرطوم ( حالياً المطرانية ) ووضع حجر الأساس البابا كيرلس الخامس فى زيارته الأولى للسودان كما أرسل مهندساً من البطريركية للإشراف على بنائها فقد وصل خطاب من قداسة البابا للأنبا صرابامون يقول فيه: مرسل لكم المهندس حمزة بمرتب شهرى ستمائة قرش مع مراعاة برسيم الحمار ( وسيلة مواصلاته ) وكان وقتها جنيه الذهب = 97.5 قرش وقد ساهم البابا كيرلس بجزء من تكاليفها، كما ساهم بجزء كبير من تكاليفها إبراهيم بك خليل من أعيان السودان ( والد المتنيح نيافة الأنبا دانيال مطران الخرطوم ) الذى يتحدث عنه كثيراً نقلاً عن والده وتم تدشينها فى الزيارة الثانية للبابا كيرلس الخامس للسودان فى 14 فبراير 1909م وكان يرافقه الشماس حبيب جرجس مدير الكلية الإكليركية وكبار الشخصيات وفيها تمت ترقية الأنبا صرابامون مطراناً. + فى عام 1912م بنى كنيسة الشهيد مارجرجس بالخرطوم بحرى وكنيسة السيدة العذراء بأمدرمان. + فى عام 1914م بنى كنيسة السيدة العذراء – عطبرة، وفى عام 1915م بنى كنيسة مارجرجس – الأبيض وكذلك كنائس الدامر وبور سودان. + وكان من بين الذين رسمهم كهنة القمص مرقس إفرام والقمص جرجس جوده والقمص يوسف سليمان والقمص ديمترى ومازال أبنائهم وأحفادهم بالسودان . + فى عام 1919م بنى الكلية القبطية بالخرطوم حيث بدأت بإبتدائى بنين وكان أول ناظر لها المتنيح نسيم سمعان. + فى عام 1924م قام بتشييد الكلية القبطية بنات وكانت أول ناظرة لها مدام نور. + لقد اهتم بالتعليم فى السودان فكان مستوى تلك المدارس رفيعاً وأساتذتها من العلماء، كما خدمت المسيحيين والمسلمين إذ تخرج منها شخصيات لها مكانتها، وهى حتى الآن تشهد لعطاء الأقباط للسودان. إن هذا العمل العظيم الذى قام به الأنبا صرابامون كان يجمع له تبرعات من كل بلاد مصر فئة المليم فما فوق، بجانب أعمال الرعاية الكثيرة . + لقد كان يقول للناس بلغة البساطة أعطونى ثمن قرخة لأجل الكنائس والمدارس ( وكان ثمن الفرخة عدة قروش فى ذلك الوقت ) وكأنه يقول الرب يقبل أقل عطاء. علاقته بالقديسين لقد كان من يزوره فى قلايته بالمطرانية يسمعه يتكلم مع السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل ورئيس الملائكة غبريال وقديسين آخرين فقد تصادق مع الملائكة والقديسين. أيضاً كان معاصراً لرجل البر وصانع المعجزات الأنبا أبرآم أسقف الفيوم الذى تنيح فى سنة 1914م وكذلك القمص ميخائيل البحيرى تلميذ الأنبا أبرآم والقمص عبد المسيح المسعودى وكثير من القديسين فى مدة ال75 عاماً التى عاشها على الأرض. حياة البساطة والقداسة فقد كان يتميز بالبساطة ونقاوة القلب والسيد المسيح قال فى عظته للجموع على الجيل " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعانون الله " مت5: 8 وبولس الرسول يقول " لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا فى بساطة وإخلاص الله لا فى حكمة جسدية بل فى نعمة الله " 2 كو1: 12. + ذات مرة زاره الحاكم العام دون ميعاد سابق فرأى الأنبا صرابامون لابساً ملايس بسيطة للغاية ويحمل بعض أدوات البناء أثناء بناء دار المطرانية فاستقبلهم وارتدى ملابس نظيفة وعندما سأله قائلاً هل المطران شقيق العامل الذى كان يحمل أدوات البناء فأجابه المطران أنا هو فإننى راهب والراهب يجب أن يعمل ليذلل الجسد ويعيش فى الفضيلة فتعجب لذلك الحاكم ودفع تبرعاً مضاعفاً ملتمساً بركة صلواته . شفافية الروح عندما كان الأنبا صرابامون يجمع تبرعات للمدارس ذهب إلى طاحونة عم مقار سيدهم وكان مكانها بالخرطوم شارع الحرية وتسمى الان محطة مقار ويعرفها جيداً السائقون. وكان عم مقار كريماً ويعطى بسخاء حتى أن المجلس الشعبى كرمه عند وفاته بإعتباره رجل خير، وكان يضع أمواله داخل جوال فيه جيوب للتمويه ولم يكن أحد قط يعرف بنك عم مقار. فذهب الأنبا صرابامون إلى طاحونة عم مقار حيث مكان هذا الجوال وقال له اعطنى المبلغ الموجود هنا لأننا فى إحتياج إليه والرب يباركك ويبارك نسلك فاندهش عم مقار لأن الأنبا صرابامون حدد له المكان وفى الحال أخرج كل ذلك المبلغ وسلمه له فنال بركاته ولازمت البركات أسرته المباركة. الأنبا صرابامون والأسد كان مساء الأحد يذهب إلى حديقة النزهة ( حديقة الحيوانات ) وكان يحلو له أن يقف بجوار الأسد ويناديه تعال يا أسد فكان الأسد يخرج للقاء الأنبا صرابامون ويدخل يده ويربت عليه فى حنان ثم يقول له روح يا أسد فيرجع إلى مكانه !. الترام لا يتحرك إلاّ بأمره كان الترام فى عهده هو وسيلة المواصلات وكان به مكان خاص للسيدات وفى يوم ما ركب الأنبا صرابامون الترام وجلس فى مكان السيدات .. حضر الكمسارى وصمم على طرده من ذلك المكان فأجابه أنا كبير فى السن، وعندما صمم الكمسارى على موقفه أجابه هملتو لك ونزل من الترام، بعدها حاول السائق كثيراً أن يتحرك فلم يستطع ذلك ثم فتش الماكينة ولم يجد أى سبب لذلك، فقال أحد الركاب يا زول رَجّع شيخ النصارى وكان الأنبا صرابامون قد سار على قدميه مسافة فجرى الكمسارى حتى لحق به، ترجاه أن يرجع معه ليركب الترام فرجع وركب فى نفس مكانه وهنا تحرك الترام فى الحال ! وكان هذا الكمسارى كلما تقابل مع الأنبا صرابامون يرحب به ويقول له إجلس فى المكان اللى يعجبك. من معجزاته 1- شفاء إمرأة من حمى التيفود كانت زوجة المتنيح لوقا ( أم صابر ) مصابة بحمى شديدة ارتفعت درجة حرارتها إلى 42 درجة أحضروا لها الدكتور معلوف الذى فقد الأمل واستدعوا الأنبا صرابامون ليقرأ لها التحليل قبل نياحتها، ولما حضر الأنبا صرابامون طلب بيضة وأمسكها بيده وصلى عليها ساعة ونصف تقريباً ثم قال للمرأة كلى هذه البيضة فأكلتها وانخفضت حرارتها فى الحال ونالت الشفاء وعندما حضر الطبيب فى اليوم التالى وعلم بما حدث قال هذه معجزة وعاشت بعدها فى صحة وعافية إلى أن تنيحت. 2- إخراج الأرواح النجسة كانت عند الأنبا صرابامون موهبة إخراج الأرواح النجسة وكانت هذه الموهبة تعزية له عندما عاش بعيداً عن كرسيه فى الدار البطريركية كان الناس يأتون إليه من جميع أنحاء الكرازة وفى الخرطوم فى منزل بشارع على عبد اللطيف أمام جامعة القاهرة فى يوم ما وجد أصحاب المنزل طوباً ينهال عليهم ولا يعرفون مصدره أبلغوا البوليس بهذا فحضر المأمور وكان مصرياً ومعه جنوده ورأوا الطوب ينزل أمامهم وكسر الأطباق التى بيد الخادم فكان تقرير المأمور مطلوب فقيه ( رجل دين ) لبحث الموضوع وكان الأنبا صرابامون فى أمدرمان فأرسلوا إليه بشارة القرابنى فحضر الأنبا صرابامون بعد ساعة ونصف وصلى على ماء ورش المنزل فتوقفت فى الحال حركة الطوب وعاد السلام للمنزل. 3- شفاء آلام العين كان رجل مصرى يعمل فى الخرطوم وكانت له مشكلة عائلية مع زوجته فذهبا إلى الأنبا صرابامون ليحل لهما خلافاتهما فجلس المطران مع الزوجة ليعرف قضيتها ودخل الزوج لحجرة المطران للإنتظار وأثناء ذلك لمح مبلغ عشرة جنيهات فأخذخا للحال ووضعها فى جيبه وتم الصلح ورجع بالحنطور مع زوجته إلى منزلهما بالقسم الشرقى وفى الطريق أصيب بألم شديد فى عينه اليمنى وعندما وصل المنزل سألته إمرأته عن هذا الألم المفاجىء ولما ألحت عليه أجابها عما ارتكبه فرجعا للحال إلى نيافة الأنبا صرابامون واعترف الرجل بالخطية التى فعلها فضحك المطران وقال له يا ولدى هل تفتكر ده مالى أنا لما تكون محتاج تعال وأنا أعطيك ثم صلى على ماء غسل به الرجل وجهه فعادت عينه طبيعية وشفى تماماً. القمص سرجيوس عرف بلباقته وفصاحته فقد كان واعظاًشهيراً كما أته كان كاتباً أديباً وصحفياً بارعاً خدم مع نيافة الأنبا صرابامون فى الخرطوم من عام 1910 – 1915م وأصدر مجلته الشهيرة ( المنارة المرقسية ) وذكر فيها الكثير عن فضائل النبا صرابامون من محبته لكنيسته وشعبه وبساطته وموهبة إخراج الأرواح النجسة وغيرها. القمص يوحنا سلامة فى عام 1918 م إختار الأنبا صرابامون القمص يوحنا سلامة ليكون وكيلاً للمطرانية بالسودان وكان لاهوتياً بارعاً وواعظاً قديراً اشتهر بخطابته البليغة ولكن عدو الخير الذى دائماً يزرع بذور الإنشقاق حسد الكنيسة على ما فيها من نجاح وإزدهار فوسوس فى قلوب البعض بالعمل على تزكية القمص يوحناً أسقفاً على الخرطوم فى حياة الأنبا صرابامون فانقسم الشعب إلى فريقين فريق يؤكد تزكية القمص يوحنا وفريق يرفض هذا ومن هنا بدأت المشاكل. ويقول القمص ميخائيل القمص داود مرقس كاهن كنيسة العذراء مريم بروض الفرج نقلاً عن والده القمص داود الذى كان معاصراً تلك الحقبة بالسودان : لما أراد الإنجليز أن يفصلوا السودان عن مصر ويفصلوا الكنيسة القبطية بالسودان عن أمها فى مصر بدأوا بإدماج بعض الأقباط فى السودان إلى الكنيسة الأسقفية الإنجليزية بقيادة السقف جوين الذى دعا الأقباط فى الخرطوم وأمدرمان وغيرها من بلاد السودان إلى إجتماع لدراسة وحدة الكنيسة فى السودان ثم فى العالم كله بدعوى أن الألف ميل تبدأ بخطوة وكان ضمن الحاضرين مع الأنبا صرابامون والدى المتنيح القمص داود مرقسفبدأ الأسقف جوين حديثاً عن المحبة والوحدة للترابط بين المسيحيين وأن الكنيسة السقفية لا فارق بينها وبين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم طلب رأى نيافة المطران الذى أجاب قائلاً : ما رأيك يا أبونا داود ؟ فأجاب هذا الكلام ليس صحيحاً قالكنيسة الأسقفية ليست مثل الكنيسة القبطية التى تسلمت إيمانها من الرسل فهى كنيسة رسولية لها أسرارها السبعة المقدسة وكهنوتها الذى تسلمناه من القديس مارمرقس الرسول كاروزها. أما الكنيسة الأسقفية فهى كنيسة أنشأها الملك هنرى الثامن يعد إنفصاله عن كنيسة روما الكاثوليكية وإذا أردت يا جناب الأسقف الإنضمام للكنيسة القبطية فإذهب للقاهرة وقدم خضوعاً لقداسة البابا كيرلس الخامس الجالس على كرسى مارمرقس وبعد نوالك أسرار المعمودية والميرون والإعتراف والتناول من الأسرار المقدسة هنا تكون الوحدة مع الكنيسة القبطية ولما وجد أن المطران موافق على هذا أنهى الإجتماع وهكذا استمر النزاع بين الحزب الميال للكنيسة الأسقفية والحزب الآخر المتمسك بالكنيسة القبطية . كما كانت الكنيسة الأسقفية الإنجليزية تؤيد ترشيح القمص يوحنا سلامة وكيل المطرانية ليكون أسقفاً للكنيسة القبطية بالسودان لذلك طلب الحاكم الإنجليزى من الحكومة المصرية نزول المطران والقمص داود إلى القاهرة. نياحته لما احتدم النزاع بين الأنبا صرابامون والقمص يوحنا سلامة استدعاهما البابا كيرلس الخامس وبعد أن أزال الشقاق بينهما أمرهما بالسفر للخرطوم فلما وصلا إلى حلفا ( حدود مصر والسودان ) أمرت الحكومة الإنجليزية بالسودان برجوع المطران إلى القاهرة أما القمص يوحنا سلامة فوصل إلى الخرطوم بعدها تنيح البابا كيرلس الخامس فى 7 أغسطس 1927م وظل الأنبا صرابامون فى مصر إلى أن تنيح فى 18 يوليو 1935م بشيبة صالحة بالقصر البطريركى بحلوان بالغاً من العمر 75 عاماً ثم دفن بكنيسة الشهيد أبى سيفين بمصر القديمة تحت المذبح بركة صلواته فلتكن معنا جميعاً آمين. بعد نياحته ظل كرسى السودان شاغراً 12 سنة إلى أن تم تجليس الأنبا يوساب البطريرك ال 115 فجعل للسودان إيبارشيتان ففى عام 29 يونيو 1947م سام الأنبا يؤانس أسقفاً للخرطوم والجنوب والأنبا باخوميوس أسقفاً لأمدرمان وشمال السودان الذى سيم بعده الأنبا إسطفانوس ثم الأنبا دانيال مطران الخرطوم والجنوب منذ عام 1968م ثم قام قداسة البابا شنودة الثالث برسامة نيافة الأنبا إيليا ثم رسامة الأنبا صرابامون أسقف أمدرمان وشمال السودان فى 14 / 11 / 1993م أطال الله حياتهما.