Search

عظة عن القيامة العامة والمجازاة للقديس أنبا يُوحنا فَمِ الذهبِ، بركتُه المقدسةُ تكون معنا، آمين

عظة عن القيامة العامة والمجازاة للقديس أنبا يُوحنا فَمِ الذهبِ، بركتُه المقدسةُ تكون معنا، آمين

+ + +

إذا كُنتَ تُصدِّق الذين يعتقدون بحساباتِ النجومِ وغيرهم حينما يَتكلمون عن المجىءِ الثانى والقيامةِ العامة، فما بَالَك وأنتَ تَسمع سيّدَك يقولُ لكْ: إن العالمَ يزولُ والقيامةَ تقومُ والديانً يجلسُ على منبرِ العدلِ، والملائكةَ يصرخون بأصواتٍ تُزلزلُ الجبالَ وتُشقِّقُ القلوبَ القاسية.

وإذْ ذاكَ تظلَّم الشمسُ ويبطُل شعاعُ القمرِ وتتساقطُ الكواكبُ وتتفتَّح القبورُ والأمواتُ يقومون والأممُ يُحاسبون. فتُشرقُ وجوهُ الصالحين وتظهرُ كآبةُ العاصِين الخاطئين.

ومع كلِّ هذا، أنتَ لا تخافُ وتظلُ مَائلاً إلى اللهو مُتعلقاً بالشهواتِ. وياللعجبِ من أُناسٍ متحققون أن المسيحَ قادمٌ فى مجدِه ومجدِ أبيه. ومع ذلك هم مُهملون متغافلون عن خلاصِ نفوسِهم.

أما أنا فإنى أنوحُ وأبكى من هولِ ذلك اليومِ الذى فيه تجتمعُ جميعُ الأمم والشعوب، فتُخرَص الألسنةُ الناطقةُ، وتُذَّل عظماءُ الجبابرة، وتُغَّل أعناقُ الظالمين، ويكثُر حزنُ وندمُ الخاطئين.

حيث لا مالَ ينفع ولا عذرَ يُقبل، ويَسمعون صوتَ الملكِ قائلاً: أُربطوه من يديهِ ورجليهِ وأطرحوه فى الظلمةِ الخارجيةِ مع الأثمةِ والشياطين، هناك يكونُ البُكاءُ وصريرُ الأسنان.

فإذا علمتَ يا هذا، أن هذه الأمور هكذا، فلماذا تبقى متكاسلاً، وعن خلاصِ نفسِك متغافلاً.

فسبيلُنا أن نتيقظَ من نومِنا وننتبه من غفلتِنا ونستعدَ لذلك اليومِ لنفوزَ بملكوتِ ربِّنا الذى له المجدُ إلى الأبدِ، أمين

+ + + + + + +

فلنختمْ موعظةَ أبينا القديس يوحنا فمِ الذهبِ الذى أنارَ عقولَنا وأعينَ قلوبِنا، بإسمِ الآبِ والإبنِ والروحِ القُدس الإله الواحد، أمين