البابا شنودة والأديرة
البابا شنودة والأديرة
البابا شنودة الثالث ظل يمارس حياة الرهبنة القبطية بالرغم من مشاغلة كبابا للكنيسة القبطية فلم يفقد حياة الوحدة بالرغم من وجوده فى العالم فمنذ ترهبنة فى دير السريان فى 18 يوليو 1954 م كان ملتزما بقوانين الرهبنة وسيرتها العطرة , وعندما رسم أسقف للتعليم فى 30 سبتمبر 1962 م وحتى بعد أن أصبح بابا عاش بنفس الطقس الرهبانى الذى سار عليه الآباء الأولين وكان يمارس تأملاته ودراساته وحياته مع الرب يسوع فى البرية نصف كل أسبوع فكان نصفه فى الدار الباباوية يرعى شعبه والنصف الاخر من الأسبوع يعيش مع الرب فى حياة بسيطة فهل يسير البطاركة بعده على هذا النسق من الحياة .
أما موضوع الفقر الأختيارى الذى هو أساس من أساسيات الرهبنة القبطية فقد أظهر البابا بساطته وزهده ورخص ثيابه (إلا إذا كان فى خدمة كنسية فيجب أن تليق بكهنوت إلهى ملوكى) وأسلوب معيشته وبساطة معاملته للناس ولطفه معهم وحنوه عليهم , وقد أسلوبه مع الناس سبباً فى أنه بلغ عدد الشباب الذين أحبوا الطريق الذى سلكة البابا شنودة 200 شاب فقام برسامتهم رهبان .
اهتمام الانبا شنودة بالاديرة
أما الحياة فى الأديرة نفسها فقد أهتم قداسته بالحياة فيها وقام على تطويرها لتواجه متطلبات التحديث ومواكبة العصر بالألات الحديثة وأحهزة الكمبيوتر .. ألخ
كما أعتم قداسته بتعمير الأديرة الأثرية التى يبلغ عددها المئات , ودبت حياة الرهبانية فيها , وأصبح الرب يسمع منها صلوات القديسين الأحياء فنهضت الأديرة من صمتها وتحولت اديرة كثيرة غير عاملة إلى أديرة نشطة مثل : دير القديس باخوميوس بحاجر أدفو بإيبارشية أسوان , دير الشايب بالأقصر , دير السيدة العذراء بمنطقة الحواويش بجبل اخميم , دير مار جرجس بالزريقات فى أسوان , دير القديسة دميانه بالبرارى , دير القديس الأنبا شنودة بسوهاج وغيرها ..
وتم فى الأديرة العامرة مثل دير الأنبا بيشوى توسعات كثيرة حيث تم بناء 150 قلاية جديدة وتم أستصلاح أراضى الأديرة الصحراوية وزراعتها وأصبحت واحات فى قلب البرية وأصبح فى كل دير بيت خلوة لأستقبال الشباب لقضاء وقت فى العبادة وصرف مده فى فترات روحية بها وسمعت أصوات الطيور فى الصحراء وتحقق قول الوحى الإلهى : وغنى اليمام على ارضنا .
وأصبحت الأديرة مقصد للألاف من أبناء الشعب القبطى يفدون إليها للتبرك وقضاء الأجازات , وأتذكر أننى قمت بزيارة دير الأنبا بيشوى فى عيد شم النسيم ووجدنا المئات يقضون هذا العيد الشعبى هناك .
أديرة الاقباط فى بلاد المهجر
ولم تقتصر إنتشار الرهبنة فى مصر ولكن أمتدت نيران محبة الرب يسوع بين أبناء أقباط المهجر فى عهده أسسها قداسته فى بلاد المهجر ومنها دير فى ملبورن وآخر فى سيدنى يبلغ مساحته مئات من الأفدنه فى جبال البلو مونتن وقد أطلق أهل سيدنى فى أستراليا من الأقباط على هذا الدير أسم دير الأنبا شنودة ومن بركات الرب أنه عند حفر بئر لأستخراج مياه فى منطقة الدير خرجت مياة معدنية وبعد تحليلها وجدت أنه من أحسن أنواع المياة المعدنية فى العالم وقد طلبت الشركات حق أستخراجها وبيعها إلا أن الدير رفض لأنها منحة من الرب للشعب القبطى .
فى الصورة المقابلة دير الأنبا شنودة حيث أخليت أرض مسطحة من الجبل من اشجار غابات الجبل الذى يحيط به حتى لا تقضى النيران التى تشتعل فى الغابات فى حرارة الصيف على مبانى الدير ومما يذكر أنه ى سنة من السنين أن النيران أشتعلت فى الغابات وقضت على مساحات شاسعة بلغت ألوف الكيلومترات فى الجبال ثم أحاطت النيران بالدير وكان من المقرر أخلاؤه من الرهبان المباركين من قبل السلطات الإستراليه إلا أن الرب تحنن وهبطت امطار غزيرة فى الصيف وأطفأت النيران .
وأنشئ أديرة أخرى فى بلاد العالم التى يتواجد بها أقباط ومنها وكر يفلباخ بألمانيا , ودير آخر فى صحراء كاليفورنيا بأمريكا , وثالث فى ميلانوا بإيطاليا وغيرها .
وكانت مشكلة قد حدثت سحب البابا شنودة قمص الدير أبونا بافلوس إلى مصر إلى أن أجتمع المجمع المقدس والكرازة السنة 35 العددان 19-20 8 يونيو2007 م عن موضوع بعنوان " دير القديس النبا شنودة فى سيدنى بأستراليا " وصل إلى قداسة البابا تقرير شامل عن حالة دير الأنبا شنودة فى سيدنى من أمين الدير القمص دانيال الأنطونى , والدير أسسه البابا سنة 1995 م وقام بتعميره بافلوس الأنبا بيشوى وسيعين له البابا الأمناء Trustees