كنيسة السريان
كنيسة السريان
إنها أجمل كنائس البرية إذا تمتاز بالنقوش الجميلة التى تغطى جدرانها وأبوابها وقبابها خصوصاً داخل هيكلها المتسع
وتعتبر أقدم مكان في الدير بعد مغارة الأنبا بيشوى ( غرب الكنيسة ) وشجرة مارإفرايم السريانى التى شرق كنيسة المغارة بالدير .
إنها من التراث البازيليكى المنتشر فى معظم كنائس مصر الأثرية وتشبه إلى حد ما كنيسة دير الأنبا بيشوى وإن كانت أصغر منها مساحة إلا إنها تفوقها فى نقوشها وإرتفاعها .
يبلغ طولها حوالى 30 متراً وعرضها 12 متراً ويغطى الخورس الأول قبة عالية على جانبها من قبلى نصف قبه نقش عليها البشارة والميلاد وعلى جانبها من بحرى نصف قبه نقش عليها نياحة السيدة العذراء، والسيد المسيح يحمل روحها وحولها 12 تلميذاً مع كتابة باللغة السريانية والقبطية فى كليهما .
بها مذبح متسع وحوله 4 أعمدة خشبية يعلوها قبه خشبية والعمودان الشرقيان يحملان أيقونه السيد المسيح فى القبر وقد إهتم بها الراهب مكسيموس سنة 1546ش – 1830م كما هو مكتوب على أحد أعمدتها والهيكل مزين بنقوش جميلة بارزة بعضها مثل النقوش الموجودة على حجاب كنيسة العذراء الأثرية بدير البراموس وكنيسة الأنبا مقار بدير الأنبا مقار وكلها تشير إلى سر التناول وبعض النقوش مثل أبواق آلات الموسيقى التى كان يتغنى بها داود النبى فى تسبيح الله .
يوجد بالكنيسة ثلاثة هياكل الرئيسى منها باسم السيدة العذراء مريم والقبلى بإسم الشهيد يوحنا المعمدان والبحرى بإسم الشهيد مار بقطر بن رومانوس .
تتميز الكنيسة بحجاب جميل الصنع يسمى باب النبوات ينفرد به دير السريان يفصل الخورس الأول عن الثانى حائط سميك به باب على مثال باب النبوات الذى سبق ذكره يتكون من أربع ضلف اعلاه أيقونه من العاج المطعم بالخشب وهى من اليمين إلى الشمال القديس مار مرقس الرسول ومنظر غير واضح ثم القديسة مريم ثم بطرس الرسول تحتها خمسة مستطيلات محلاه بالنقوش العاجية الجميلة على طراز الباب السابق وكتابه على قائمتيه بالسريانية عمل فى عام 926م فى عصر البطريرك قزمان الأسكندرى وباسيليوس الأنطاكى ثم الخورس الثانى الذى به مقصورة الآباء القديسين يعلوها أيقونة أثرية للسيدة العذراء وأخرى لمار إفرام السريانى وبيده غصن شجرة مكتوب بجوارها عكازه الذى أورق من خشب التمر الهندى.
أما الخورس الثالث فهو متسع ويقوم على أعمدة ضخمة قيل إنها كانت أعمدة رفيعة مصنوعة من المرمر يعلوها قبو متسع مستطيل ومرتفع تتخلله طباقات صغيرة تعطيها تهوية جيدة فى الصيف ولذلك يصلى الرهبان فى هذه الكنيسة طيلة فترة الصيف إعتباراً من جمعة ختام الصوم حتى بدء صوم الميلاد .
يوجد فى أول الخورس الثالث اللقان وهو موجود فى أرضية الكنيسة ومصنوع من الرخام وعندها تجرى صلوات اللقان حالياً .
فى أخر الكنيسة يوجد نصف قبو به الباب الغربى المؤدى إلى المائدة القديمة يتزين بأيقونة فريسكا لصعود السيد المسيح وحوله التلاميذ وقيل إن سقف الكنيسة كان يتزين بالأيقونات الجميلة ولكن أحد الرؤساء عندما قام بترميم الكنيسة طمس معالم تلك النقوش الجميلة بتغطيتها بالجبس .
هذا وقد جاء بخط البابا كيرلس الخامس على مخطوط ميامر بولس البوشى بمكتبة الدير كتابه تقول قد صار ترميم كنيسة السريان هذا عام 1498 ش – 1782م وتبيضها بمعرفة الأنبا بطرس أسقف جرجا وذلك آخر ترميم لها .
يوجد على شمال باب الخورس الأول حجر رخامى ملصق بالحائط عليه كتابة 23 سطراً قبطى وقد ترجمها إلى العربية العلامة إقلاديوس لبيب ونشرها فى مجلة عين شمس ونصها : بإسم الثالوث القدوس المساوى فى الجوهر الأب والإبن والروح القدس قد صار إنتقال أبينا المطوب الأنبا يحنس كاما فى اليوم الرابع والعشرين من شهر كيهك فى الساعة الأولى من الليل فى اليوم الخامس والعشرين من رئاسة الأنبا قزمان رئيس أساقفة الإسكندرية وإدارة أبينا الأب إبراهيم على كنيسة أبينا القديس الأنبا يحنس وبعد عشرة شهور من إنتقال أبينا القديس كمسرة الله وتوفيقه تنيح أبى الأب إسطفانوس بسلام من الله آمين وذلك فى سنة 575 من إستشهاد القديسين تحت حكم ملكنا وربنا يسوع المسيح آمين.
وقد تكونت هذه الرسومات والنقوش قد عملت فى عصر موسى رئيس الدير سنة 907-944 ويذكر بتلر إن حواجز هذه الكنيسة لابد وإنها ترجع إلى ما قبل عام 700 م وتشبه فى ذلك كنيسة الأنبا بيشوى وكنيسة العذراء بالبراموس وربما كانت هذه الكنائس أقدم آثار البرية إلى وقتنا الحالى .
أنصاف القباب الثلاثة مع الهيكل تشبه علامة الصليب ويوجد بالكنيسة أيقونة للصلبوت يقول عنها بورمستر فى كتابه المرشد إلى أديرة وادى النطرون إنها من أقدم أيقونات الصلبوت فى العالم إذا يرجع تاريخا إلى القرن الثانى عشر تتميز برسم الشمس والقمر وذلك لما حدث وقت صلب المسيح ( ظلمة على الأرض ) بسبب كسوف الشمس .